الساحر التائب

الساحر التائب: إن الاشتغال بالسحر والعمل به كفر لا جدال فيه، وقد ثبت ذلك في آيات القرآن الكريم والسنة النبوية، وحكم الساحر ضربة سيف، أما الساحر التائب فأمره بينه وبين الله، وقد اختلف أهل العلم حول الحكم الواجب تنفيذه إذا ثبت أن شخصًا ما يعمل بالسحر

وفي الآونة الأخيرة انتشرت قصة الساحر التائب حامد آدم، وغيره من السحرة الذين أعلنوا توبتهم وتوقفهم عن أعمال السحر.

حكم الساحر التائب في الإسلام

اختلف أهل العلم في آرائهم حول حكم الساحر التائب في الإسلام، فمنهم من أقر بأنه إذا تاب الساحر توبة نصوحة بينه وبين الله فإن هذه التوبة تُقبل منه، أما إذا وصل أمره إلى القضاء فينبغي الحكم عليه بالقتل دون توبة، حتى يتحقق للمجتمع الخلاص من شرور هؤلاء السحرة.

وقد أفتى الشيخ بن باز بقبول توبة الساحر مصداقًا لآيات العفو والمغفرة وقبول التوبة التي جاءت في نصوص القرآن الكريم، فإن كانت التوبة صادقة فإنه تنفعه عند الله، أما الحكم الشرعي فيجب تنفيذه، أي أنه ينبغي قتل السحرة إذا ثبت سحرهم وإن زعموا التوبة.

الساحر التائب حامد آدم

حامد آدم هو ساحر سوداني قرر التوبة والرجوع عن ممارسة السحر، وإن ما دفعه لأخذ هذا القرار هو عندما رأى مدى الشر الذي يصيب به الناس، حيث تسبب سحره في أن تجري ابنة أحد أصدقائه المقربين عارية في الشوارع، تجوب الأرض بحثُا عن بيت شاب كان يرغب في الزواج منها.

وفي تصريحات الساحر التائب “حامد آدم” أنه تعلم السحر ولم يكن يعرف أن ما يمارسه هو سحر، وأنه قد تعامل مع العفاريت والشياطين والمردة الذين هددوه بتدمير حياته إذا أقلع عن ممارسة السحر، لكنه قرر عدم الرضوخ لهم وأعلن توبته.

الساحر التائب داوود

لقد ساهم هذا الرجل في توبة 58 ساحرًا في دولة اليمن، وقد عاش هذا الساحر قبل توبته ثمانية عشر عامًا مع الجن والشياطين منغمسًا في أعمال السحر والأذى والدمار، حيث كان والده أيضًا يشتغل بالسحر، فورث هذه المهنة عن أبيه.

ولما اشتد عوده وكبر أبيه في السن، أرادت الشياطين أن تجعل من الابن خليفة لأبيه، وبدأوا في تجهيز داوود لهذه المهمة، وبعد وفاة والده بدأت حياته كساحر حقيقي، حيث قامت الشياطين بتوجيهه للذهاب إلى أحد الأماكن المهجورة في اليمن، وأمروه بالصلاة لأحد القبور، ثم ساعدوه على التوجه إلى أحد الدول العربية ليمارس هنالك سحره.

وبعد أن استوفى شروط الشياطين وأطاعهم وأصبح مشهورًا بمهارته في السحر، لم يعرف طعم السعادة، حتى جاءته رؤية في منامه، إذ رأى نفسه ميتًا، وقدر مر بجميع مراحل الموت من الغسل والتكفين والجنازة، وشعر وكأنه داخل قبره بالفعل، وقد أتته ملائكة العذاب، وعندما سئل عن ربه ودينه ورسوله لم يستطع الإجابة، وقد غيرت هذه الرؤية حياته وقرر بسببها إعلان توبته والتصدي للشياطين.

اقرأ المزيد: