مطبات
مبدئيا يمكن للغرب استبدال النفط والغاز الروسي بمصادر أخرى في غضون ال10 سنوات المقبلة لكن ليس قبل ذلك، وهذا من النواحي النظرية والعلمية فقط
ومن الواضح ان الغاز في اوروبا سيء جداً ولن يكفي بناء محطتين إضافيتين لإستقبال الغاز المسال في ألمانيا، بل من الضروري ظهور إنتاج إضافي للغاز بالكميات المطلوبة في العالم ولهذا السبب لا يمكننا القول بانه من المستحيل عملياً، وحتى تقنياً، استبدال الغاز الروسي خلال 5-10 سنوات مقبلة على الأقل.
وقد يكون من الأسهل نظرياً استبدال النفط الروسي، والقيام بذلك في وقت أقرب من موعد استبدال الغاز، إلا أن ذلك أيضاً لن يكون قريباً، حيث أن اللاعبين الرئيسيين إما غير قادرين أو غير راغبين في زيادة إنتاجه.
حيث ان روسيا تنتج نحو 10% من إمدادات النفط العالمية، حيث انتجت 9.46 مليون برميل من النفط نظرا لعام 2022 وهذا مما يسبب المشاكل والعقوبات مع شركات النفط في الغرب والتي لها مصالح في روسيا
إعتماد أوروبا على النفط الروسي :
تزود روسيا بنحو ثلث إحتياجاتها من النفط للقارة الأوروبية فيما يقدر الخبراء أنه وفقاً لأسعار الطاقة الحالية فإن أوروبا تدفع لروسيا حوالي 350 مليون يورو (382 مليون دولار) يومياً مقابل الصادرات النفطية.
من جانبه اعتبر بيير أندوراند الوسيط في سوق السلع أن أسعار النفط تمضي في مسار نحو الوصول إلى 200 دولار للبرميل بنهاية العام الحالي، في ظل صعوبة زيادة الإنتاج العالمي وتعويض غياب النفط الروسي عن الأسواق.
وأضاف أنه في حين أدى طرح كميات من الاحتياطيات الاستراتيجية للدول المستهلكة للنفط في تهدئة السوق على المدى القصير، من المحتمل ألا يتمكن قطاع الطاقة من زيادة قدراته الإنتاجية لتعويض الكميات التي خرجت من السوق بسبب روسيا.
هل باستطاعة السعودية الاستحواذ على مكانة روسيا في تصدير النفط؟.
من الناحية الاخرى أنتجت المملكة العربية السعودية 10 مليون برميل يومياً في شهر يناير 2022، ويمكنها بسهولة زيادة الإنتاج بمقدار 2 مليون برميل في اليوم، بينما بلغت صادراتها 6.66 مليون برميل يومياً.
أي أنه من الممكن تقنياً الشروع على الأقل، في الاستبدال التدريجي للنفط الروسي لكن هذا بالنسبة للمملكة العربية السعودية فقط
ومع ذلك، فقد اتخذت المملكة العربية السعودية، إلى جانب دول الخليج الأخرى، موقفاً متشدداً رافضاً لزيادة الإنتاج.
فبالتالي من الممكن نظرياً استبدال النفط الروسي، إلا أن ذلك يتطلب هو الآخر وقتاً واستثمارات ضخمة
الا أن تلك افتراضات نظرية. عملية، ظل الغرب، طوال عام 2021، يردد لمصدري النفط أن مصادر الطاقة الأحفورية هي خيار الأمس، ولن يحتاج أحد إلى النفط والغاز في غضون عقد أو عقدين من الزمان .
سبب الخلاف الحقيقي الذي أشعل الحرب بين روسيا وأوكرانيا؟






