مقدمة عن السحر: السحر من المسائل التي تعدد ذكرها في العديد من الأديان والثقافات، ووردت في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، ويأتي السحر لغة بمعنى كل أمر يتم اخفاء سببه ويدور حول التمويه والخداع وأصله بعد الشيء عن حقيقته، وفي الاصطلاح بمعنى الخداع والتخيل والعديد من الأفعال التي تؤثر على القلوب والأبدان وتؤدي إلى مرض الشخص والتفرقة بين الزوج وزوجته.
السحر في القرآن والسنة
ورد السحر في القرآن وفي السنة، وجاء كتاب الله عز وجل مفصلا لهذا الأمر ونهى عن تعليمه وأكد أن له تأثير في التفريق بين الزوجين فجاءت الآية 121 من سورة البقرة تؤكد أن الله قام بتكفير السحرة الذين يقومون بتعليم الناس السحر، وأكد أن هذه الشعوذة تتم بالعديد من أمور الفتنة والبعد عن الله عز وجل وأكد في النهاية أيضا أن السحر لا يحدث إلا بإرادة الله عز وجل، ولابد على الفرد أن يكون ذو ثقة، ويقين بأن الله عز وجل خير حافظ ويكون متيقنا بأنه لن يصاب إلا بإذن الله، فكلما كان الشخص ضعيف الثقة بالله عز وجل يتم اختراق جسده وإصابته.
مقدمة عن السحر
يأتي الساحر على درجات متعددة فيدخل بها العديد من الأشكال والطرق حيث قسمها الرازي إلى 10 أقسام، وهناك أيضا من قسمها إلى ثلاثة عشر قسم وجميع أقسام السحر تدل على نصوص مختلفة، فمنها السحر الحقيقي والسحر الخيالي.
يأتي النوع الأول على هيئع السحر الحقيقي الذي يؤثر في الخارج حيث يمرض الشخص المسحور، ويجعل الزوج غير قادر على جماع زوجته ويفرق بينهم، ويعمل أيضا على إزالة العقل والتخلص من المشاعر الايجابية حيث قال الله تعالى ﴿فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ﴾.
وهذا الرأي قد يكون الصحيح لأن السحر له حقيقة وإذا لم يكن له ثبات لما أمرنا الله عز وجل بالاستعاذة منه كما في سورة الفلق.
ما هناك النوع الثاني الذي يميل إلى السحر التخيلي الذي يعتمد على التمويه والخداع ولا حقيقة له كما قال الله تعالى ﴿ فَإذا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى ﴾ ويعني أن الحبال والعصي لم تخرج عن كونها الحقيقي بل حدث تخيل ليصيب المشاهد بالفزع والخوف.
حكم تعلم السحر وتعليمه
اتفق جميع علماء المسلمين على أن السحر وتعلمه محرم شرعا واتفق الجميع حول حرمة تعلمه وممارسته، ولكنهم اختلفوا في تكفير الساحر فهناك من قال بأن الساحر كافر مثل المذهب الفقهي لمالك وأبو حنيفة وأحمد وغيرهم.
وذهب أيضا الإمام الشافعي وقال إن عمل الساحر قد يؤدي إلى الكفر، حيث يقع في الكفر بالألفاظ والاعتقادات الخاطئة التي تمكنه من القيام بأعمال السحر والشعوذة وضرر الآخرين.
ويأتي أيضا الساحر العديد من الإهانات لآيات القرآن الكريم، مما يوقعه في الكفر كما أنه يشرك بالله الاستعانة بالجان في القيام بأعمال السحر والشعوذة.
اقرأ المزيد: